يقول الحق جل جلاله :﴿وجاءت سيارة﴾ ؛ رفقة تسير من مدين إلى مصر، فنزلوا قريباً من الجب، وكان ذلك بعد ثلاث من إلقائه فيه. ﴿فأرسلوا واردَهم﴾ الذي يرد الماء، ويستقي لهم، وهو : مالك بن ذعر الخزاعي، ﴿فأدلى دلوه﴾ أرسلها في الجب ليملأها، فتعلق بها يوسف، فلما رآه، ﴿قال يا بشرى هذا غلام﴾ ؛ نادى البشرى، بشارة لنفسه، أو لقومه، كأنه قال : تعالِ هذا أوانك. وقيل : اسم لصاحبه، ناداه ليعينه على إخراجه فأخرجوه، ﴿وأسروه﴾ أي : أخفاه الوارد، وأصحابه عن الرفقة، وقالوا : دفعه إلينا أهل الماء لنبيعه بمصر، حال كونه ﴿بضاعة﴾ ؛ أي : متاعاً مبضعاً به للتجارة، أي : يباع ويتجر بثمنه. ﴿والله عليم بما يعملون﴾ لم يخف عليه اسرارهم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٦٥


الصفحة التالية
Icon