وقال الزمخشري : حاش، وضع موضع المصدر، كأنه قال : تنزيهاً لله. وحذف منه التنوين ؛ مراعاة لأصله من الحرفية. وقال البيضاوي : هو حرف يفيد معنى التنزيه في باب الاستثناء، فوضع موضع التنزيه. واللام للبيان، كما في قولك : سقيا لك. هـ. و(ليكونن) : نون التوكيد الخفيفة كتبت بالألف ؛ لشبهها بالتنوين.
يقول الحق جل جلاله :﴿وقال نسوة في المدينة﴾ : مصر، وكانوا خمساً : زوجة الحاجب، والساقي، والخباز، والسجان، وصاحب الدواب. قلن :﴿امرأةُ العزيزُ تُراودُ فتاها﴾ : خادمها ﴿عن نفسه﴾ أي : تطلب مواقعه غلامهِا إياها، ﴿قد شَغَفَها حُبَّاً﴾ ؛ قد دخل شغاف قلبها حُبُّه، وهو غلافه، ﴿إنا لنراها في ضلالٍ مبين﴾ ؛ في خطأ عن الرشد بيِّن ظاهر. ﴿فلما سمعتْ بمكرهنّ﴾ ؛ باغتيابهن. وسماه مكراً ؛ لأنهن أخفينَه كما يخفي الماكر مكره. وقيل : كانت اسْتَكتَمَتهن سرها فأفشينه. فلما بلغها إفشاؤه ﴿أرسلتْ إليهن﴾ تدعوهن. قيل : دعت أربعين امرأة فيهن الخمس. ﴿وأعتدتْ﴾ : أعدت ﴿لهن مُتكأ﴾ ؛ ما يتكئن عليه من الوسائد ونحوها. وقيل : المتكأ : طعام، فإنهم كانوا يتكئون للطعام عند أكله، وقرئ في الشاذ :" مَتْكاً "، بسكون التاء وتنوين الكاف، وهو الأترج. ﴿وآتتْ كل واحدةٍ منهن سكّيناً﴾ ليقطعن به. وهذا يدل على أن الطعام كان مما يقطع بالسكاكين كالأترج. وقيل : كان لحماً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٧٤


الصفحة التالية
Icon