وقوله تعالى :﴿ودخل معه السجن فتيان﴾ : إشارة إلى أن امتحانه بالسجن كان لتكميل حقيقته وشريعته، فمن رأى أنه يحمل الطعام فإشارة إلى حمل لواء الشريعة، ومن رأى أنه يعصر خمراً فإشارة إلى تحقيق خمرة الحقيقة، فيكون من أهل مقام الإحسان، ولذلك قال :﴿إنا نراك من المحسنين﴾، ثم ذكر نتيجة مقام الإحسان ـ هو التوحيد الخاص ـ فقال :﴿ما كان لنا ان بشرك بالله من شيء﴾. وذكر أن ذلك ناله من باب الكرم لا من باب العمل، فقال :﴿ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس﴾. والله تعالى أعلم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٧٧
قلت : الإضافة في (صاحبي السجن) : على معنى (في) ؛ كقولك :
يا سَارِقَ الليْلَةَ أَهْل الدَّارِ


الصفحة التالية
Icon