﴿ولما فَتحوا متاعَهُم﴾ : أوعيتهم، ﴿وجدوا بضاعَتَهم رُدت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي﴾ أي : ما نطلب، فهل من مزيد على هذه الكرامة، أكرمنا وأحسن مثوانا، وباع منا، ورد علينا متاعنا، ولا نطلب وراء ذلك إحساناً. أو : ما نتعدى في القول، ولا نزيد على ما حكينا لك من إحسانه. أو : ما نبغي على أخينا، ولا نكذب على الملك. ﴿هذه بضاعتنا رُدَّتْ إلينا﴾، وهو توضيح وبيان لقولهم :﴿ما نبغي﴾، أي : ردت إلينا فنتقوى بها. ﴿ونمير أهلَنا﴾ : نسوق لهم الميرة ـ وهو : الطعام حين نرجع إلى الملك، ﴿ونحفظُ أخانا﴾ من المكاره في ذهابنا وإيابنا.. ﴿ونزدادُ كيلَ بعيرٍ﴾ بزيادة حِمل بعير أخينا، إذ كان يوسف عليه السلام لا يعطي إلا كيل بعير لكل واحد.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٩٠
ذلك كيلٌ يسير﴾ أي : ذلك الطعام الذي أتيناه به شيء قليل لا يكفينا حتى نرجع ويزيدنا كيل أخينا، أوْ ذلك الحِمل الذي يزيدنا لبعير أخينا ـ كيل قليل عنده، يسهل عليه لا يتعاظمه، فلا يمنعنا منه. كأنهم اسْتَقَلَّوا ما كيل لهم ؛ فأرادوا أن يضاعفوه بالرجوع إلى
٢٩١
الملك ويزدادوا إليه ما يكال لأخيهم. وقيل : إنه من كلام يعقوب عليه السلام، والمعنى : أن حمل بعير شيء قليل لا يخاطرَ لمثله بالولد.
﴿قال لن أرْسِلهُ معكم﴾ ؛ لأني رأيت منكم ما رأيت، ﴿حتى تُؤتون موثقاً من الله﴾ ؛ حتى تعطوني ما أثق به من عهد الله، وتحلفوا ليَ الأيمان الموثقة ﴿لتأتنني به﴾ في كل حال، ﴿إلا أن يُحاطَ بكم﴾ ؛ إلا أن تغلبوا، ولا تطيقوا الإتيان به. أو : إلا أن تهلكوا جميعاً ويحيط الموت بكم ﴿فلما آتَوْهُ موثقَهم﴾ ؛ عهدهم وحلفوا له، ﴿قال﴾ أبوهم :﴿الله على ما نقولُ﴾ من طلب الموثق وإتيان الولد ﴿وكيل﴾ أي : مطلع رقيب، لا يغيب عنه شيء.