الإشارة : ترى بعض المستهزئين بالأولياء يؤذيهم بلسانه، أو بغيره، ويقول : إن كان بيده ما يفعل يفعله بي، والله تعالى يقول :" مَنْ آذَى لِي ولياً فقد آذَنْتُهُ بالحَرْب " ولكن الحق تعالى يُمهل ولا يُهمل ؛ ﴿وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب﴾.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٢٢
(وسارب) : عطف على جملة (من هو) أي : ومن هو سارب، ليكمل التقسيم أربعة : من أسر، ومن جهر به، ومن استخفى، ومن سرب ؛ أي : برز. انظر ابن جزي. و(المتعال) : منقوص، يجوز في الوقف عليه حذف الياء وإثباتها، كذلك : هادٍ، وواقٍ، وشبهه، غير أن الراجح في المعرّف بأل الإثبات، وفي المُنَوّنِ : الحذف. قال ابن مالك :
وَحَذْفُ يَا المَنقُوصِ ذي التَّنوين ما
لَمْ يُنْصَب : أَوْلَى مِنْ ثُبُوتٍ فَاعْلَمَا
وغَيْرُ ذِي التَّنْوين بالْعَكْسِ، وفِي
نَحْو مُرٍ : لُزُومُ رَدِّ اليَا اقْتُفِي
وأثبتها ابن كثير في الجميع، ووافقه يعقوبُ في المُعرّف بأل، وَحَذَفَها غيرهُ مطلقاً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٢٣
يقول الحق جل جلاله :﴿ويقول الذين كفروا﴾ من أهل مكة :﴿لولا﴾ : هلا ﴿أنزل عليه آيةٌ﴾ أي : معجزة واضحة ﴿من ربه﴾ كما أوتي موسى وعيسى. ولم يعتدوا بالآيات المنزلة عليه ؛ كانشقاق القمر وانقياد الشجر، وتسليم الحجر، وأعظمها : القرآن العظيم. وذلك عناد منهم. قال تعالى :﴿إنما أنت مُنِذرٌ﴾ ؛ مُرْسَل إليهم لتنذرهم كغيرك من الرسل
٣٢٣