جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٢٣
قلت :(وإذا) : ظرف، والعامل فيه : ما دل عليه الجواب، أي : لا يُرد ما قضى إذا أراد إنفاده. و(خوفاً وطعماً) : منصوبان على العلة بتقدير المضاف، أي : إرادة الخوف والطمع ؛ ليتحد الفاعل، أو بتأويل : يجعلكم ترون البرق خوفاً وطمعاً. و(الثقال) : نعت للسحاب، وجَمَعَه ؛ لأن السحاب جنس بمعنى الجمع. وجملة :﴿وهم يجادلون﴾ : إما استئنافية، أو حال من الموصول، و(المِحال) : المكر والخديعة. من مَحَل بفلان إذا كاده وعرَّضه للهلاك، ومنه تَحَمَّلَ : إذا تكلَّف استعمال الحيلة، فالميم أصلية، ووزنه : فِعَال، وقيل : مشتق من الحيلة، فالميم زائدة، ووزنه : مِفْعَل، وأصله : مِحْيَل.
يقول الحق جل جلاله :﴿إن الله لا يُغَيّر ما بِقومٍ﴾ من النعم والعافية إلى النقمة والبلية ﴿حتى يُغَيِّروا﴾ هم ﴿ما بأنفسهم﴾ من الطاعة وترك المعصية، إلى ارتكاب الذنوب. فلا يسلب النعم عن قوم إلا بارتكاب ذنب، ولو من البعض إذا سكت الكل. ﴿وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مردّ له﴾ أي فلا رادّ له ولا معقب لحكمه، ﴿وما لهم من دونه من وَالٍ﴾ أي : ليس لهم من يلي أمرهم، ويدفع عنهم السوء الذي قضاه الله عليهم، وأراد نزوله بهم ؛ لأن وقوع خلاف مراد الله تعالى محال.


الصفحة التالية
Icon