وقد أشار الحكم إلى بعض هذا فقال :" حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال، وحسن الأحوال من التحقق بمقامات الإنزال ". وكل واحد من الثلاثة يحتاج إلى تصفية حتى يذهب زبده وخبثه ؛ فتصفية العلم بالإخلاص والتحقيق، فيذهب عنه قصد الرئاسة والجاه، أو التوصل إلى الدنيا، ويذهب به الشكوك والأوهام ؛ فهذا زبده. وتصفية العمل بالإخلاص في أوله، والإتقان والحضور في وسطه، والكتمان في آخره، فيذهب عنه الرياء والعجب به، والتوصل به إلى حفظ نفساني. وتصفية الحال بصحة القصد وإفراد الوجهة، وإذا هاج عليه الوارد ملك نفسه وأمسكها، فيذهب به قصد الظهور، وطلب المراتب الدنيوية والكرامات الحسية، التي هي من حظ النفس وتشتيت القلب، إن لم يفرد وجهته لله، وانحلال عزمه وخمود نوره، إن لم يمسك نفسه عند هواجم الحال. فهذا زبد الحال الذي يذهب عنه بمجاهدة النفس، ويمكث في أرض القلوب صفاء اليقين والمعرفة وخالص العمل في مقام العبودية. وبالله التوفيق.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٣١
٣٣٣
قلت :(أولئك..) الخ : جملة خبر الموصولات، إن رفعت بالابتداء، وإن جُعلت صفاتٍ لأُولي الألباب : فاستئناف بذكر ما استوجبوا بتلك الصفات. و(جنات) : بدل من (عُقبى الدار). و(من صلُح) : عطف على الواو بفصل المفعول، و(سلام عليكم) : محكي بحال محذوفة، أي : قائلين سلام عليكم، وحذْفُ الحال ـ إذا كان قولاً ـ كثيرٌ مطرد.


الصفحة التالية
Icon