ولا بد في تحصيل طمأنينة الشهود من صُحبة شيخ عارف طبيبٍ ماهر، يقدح عين البصيرة حتى تنفتح ؛ فما حجب الناس عن شهود الحق إلا طمسُ البصيرة ؛ فإذا اتصل بشيخٍ عارفٍ كحل عين بصيرته أولاً بإثمد على اليقين، فيدرك شعاع نور الحق قريباً منه، ثم يكحل عينه ثانياً بإثمد عين اليقين، فيدرك عدمه لوجود الحق، أي : يغيب عن حسه بشهود معناه القائم به. ثم يكحل عينه بإثمد حق اليقين، فيدرك وجود الحق ـ بلا واسطة قدرة وحكمة، معنى وحساً، لا يتحجب بأحدهما عن الآخر. وإلى هذا أشار في الحِكَم بقوله :" شعاع البصيرةُ يُشهدك قرب الحق منك، وعين البصيرة يُشهدك عدمك لوجوده، وحق البصيرة يُشهدك وجود الحق، لا عدمك ولا وجودك. وكان شيء معه، وهو الآن على ما كان عليه.
٣٣٩
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٣٧
قلت :(كذلك) : مفعول مطلق بأرسلناك، أي : مثل ذلك الإرسال المتقدم أرسلناك. وقال ابن جزي : الكاف تتعلق بالمعنى الذي في قوله :﴿يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب﴾. هـ. أي : كما أن الإضلال والهداية بيده كذلك اختصاصك بالرسالة إلى أمة... إلخ، وجملة :(وهم يكفرون) : حال من ضمير (عليهم) أي : لتتلو عليهم في حال كفرهم لعلهم يؤمنون. و (متاب) : مفعل، من التوبة.


الصفحة التالية
Icon