ثم قال لهم :﴿ما أنا بمُصْرخِكُم﴾ : بمغيثكم من العذاب، ﴿وما أنتم بمُصْرخِيَّ﴾ : بمغيثي، ﴿إني كفرت بما أشركتمونِ من قبلُ﴾، أي : إني كفرت اليوم بإشراككم إياي من قبل هذا اليوم في دار الدنيا، بمعنى : تبرأت منه واستنكرته، كقوله تعالى ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ [فاطر : ١٤]. أو : أني كفرت بالله الذي أشركتموني معه في طاعته من قبل، حين امتنعْت من السجود. والأول أظهر.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٦٧
قال تعالى :﴿إنَّ الظالمين لهم عذابٌ أليم﴾. ويحتمل أن يكون من تتمة خطبة الشيطان، قال البيضاوي : وفي حكاية أمثال ذلك لطف للسامعين، وإيقاظ لهم، حتى يُحاسبوا أنفسهم ويتدبروا عواقبهم. هـ.
الإشارة : ينبغي لك أيها العبد الصالح الناصح لنفسه ان تصغي بسمع قلبك إلى هذه المقالة، التي تصدر من الشيطان عند فوات الأوان، فتبادر إلى خلاص نفسك ما دمت في قيد حياتك، قبل حلول رمسك، قبل أن تزل بك القدم، حيث لا ينفعك الندم، فتحاسب نفسك، وتتدبر في عواقب أمرك، وتصحح عقائد توحيدك، وتعمل جهدك في طاعة ربك، وتجتنب مواقع غرور الشيطان، وتعتمد على فضل الكريم المنان، وتجعل الموت نصب عينيك، وما هو مستقبل تجعله حاصلاً، وما هو متوقع تجعله واقعاً ؛ فكل ما هو آت قريب، و ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام : ١٣٤]. وفي الحِكَم :" لو أشرق نور اليقين في قلبك لرأيت الآخرة أقرب من أن ترحل إليها، ولرأيت محاسن الدنيا وكسفة الفناء ظاهرة عليها ". وبالله التوفيق.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٦٧
قال تعالى :﴿إنَّ الظالمين لهم عذابٌ أليم﴾. ويحتمل أن يكون من تتمة خطبة الشيطان، قال البيضاوي : وفي حكاية أمثال ذلك لطف للسامعين، وإيقاظ لهم، حتى يُحاسبوا أنفسهم ويتدبروا عواقبهم. هـ.


الصفحة التالية
Icon