والمشبه بهذه الشجرة : المؤمن الكامل الدائم نفعه، المتصل علمه، أوقاته معمورة بذكر الله، أو تذكير عباد الله، وحركاته وسكناته في طاعة الله، حيث أراد بها وجه الله، فكل حين وساعة يصعد منه عمل إلى الله.
ثم قال تعالى :﴿ويضربُ الله الأمثال للناس لَعلهم يتذكرون﴾ ؛ لأن في ضربها زيادة إيضاح وإفهام وتذكير ؛ فإنه تصوير للمعاني وتقريبها من الحس، لتفهم سريعاً.
ثم ذكر ضدها فقال :﴿وَمَثَلُ كلمة خبيثة﴾ ؛ كلمة الكفر ﴿كشجرة﴾ كمثل شجرة ؛ ﴿خبيثة﴾ ؛ كالحنظلة مثلاً، ﴿اجْتُثتْ﴾ : استؤصلت، وأُخذت جثتها، وقُلعت ﴿من فوق الأرض﴾، أي : قطعت من فوق الأرض ؛ لأن عروقها قريبة منه، ﴿ما لها من قرارٍ﴾ استقرار. وهذا في مقابلة قوله :﴿أصلها ثابت﴾. قال البيضاوي : واختُلف في الكلمة والشجرة ؛ ففُسرت الكلمة الطيبة بكلمة التوحيد ـ أي :(لا إله إلا الله)، ودعوة الإسلام والقرآن، والكلمة الخبيثة بالإشراك بالله تعالى، والدعاء إلى الكفر، وتكذيب الحق. ولعل المراد بهما ما يعم ذلك، فالكلمة الطيبة : ما أعرب عن حق، أو دعا الى صلاح، والكلمة الخبيثة : ما كان على خلاف ذلك، وفُسرت الشجرة الطيبة بالنخلة، ورُوي ذلك، مرفوعاً، وبشجرة في الجنة، والخبيثة بالحنظلة، ولعل المراد بهما أيضاً ما يعم ذلك. هـ.


الصفحة التالية
Icon