مختلفة الأحزاء في الوضع، محدثة فيها أنواع النباتات والحيوانات المختلفة خلقة وطبيعة، مع جواز ألا تكون كذلك ؛ على كمال قدرته، وتناهي حكمته، والتفرد في ألوهيته، والامتنان على العباد بما أنعم في ذلك ليوحدوه ويعبدوه. ثم بالغ في ذلك فقال :﴿وإن من شيء إلا عندنا خزائنه﴾ أي : وما من شيء إلا ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه أضعاف ما وجد منه، فضرب الخزائن مثلاً لاقتداره أو شبه مقدوراته بالأشياء المخزونة التي لا يجوج إخراجها إلى كلفة واجتهاد. هـ. قال ابن جزي :﴿وإن من شيء إلا عندنا خزائنُه﴾ ؛ قيل : المطر، واللفظ أعم من ذلك، والخزائن : المواضع الخازنة، وظاهر هذا أن الأشياء موجودة قد خلقت. هـ. ﴿وما نُنَزَّله﴾ أي : نبرزه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، ﴿إلا بقَدَر معلوم﴾ : بمقدار محدود في وقت معلوم اقتضته الحكمة وتعلقت به المشيئة، لا يزيد ولا ينقص على ما سبق به العلم.
﴿وأرسلنا الرياحَ لواقحَ﴾ : حوامل للماء في أوعية السحاب، يقال : لقحت الناقة والشجرة إذا حملت، فهي لاقحة، وألْقَحَت الريحُ الشجرَ فهي ملقحة. ولواقح : جمع لاقحة، أي : حاملة، أو جمع ملقحة على حذف الميم الزائدة، فهي على هذا ملقحة للسحاب أو الشجر، ونظيره : الطوائح، بمعنى المطيحات في قوله :
ومُخْتَبِط مِمَّا تُطِيحُ الطَّوَائِحُ


الصفحة التالية
Icon