والرياح أربعة : صَبَا، ودَبُور، وجَنوب، وشمال. والعرب تسمي الجنوب الحامل واللاقحة، وتسمى الشمال الحائل والعقيم. وفي البخاري :" نُصِرْتُ بالصِّبَا، وأُهْلكَتْ عَادٌ بالدُّبُور ". وروي أبو هريرة رضي الله عنه ﷺ أنه قال :" الرِّيحُ الجنوب من الجنة، وهي اللواقح التي ذكر الله، وفيها منافع للناس " وفي الحديث :" الرِّيحُ من نفس الرحمن " والإضافة هنا إضافة خلق إلى خالق، كما قال :﴿مِن رُّوحِي﴾ [الحجر : ٢٩]. ومعنى نفس الرحمن، أي : من تنفيسه وإزالة الكرب والشدائد، فمن التنفيس بالريح : النصر بالصبا، وذر الأرزاق بها، وجلب الأمطار، وغير ذلك مما يكثر عده. قاله ابن عطية.
٣٩٢
والمختار في تفسير اللواقح : أنها حاملة للماء، قوله :﴿فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه﴾ أي : جعلنا لم سقيا. يقال : سقى وأسقى بمعنى واحد عند الجمهور. ﴿وما أنتم له بخازنين﴾ : بممسكين له في الجبال، والغدران، والعيون، والآبار، فتخرجونه متى شئتم، بل ذلك من شأن المدبر الحكيم، فإن طبيعة الماء تقتضي الغور، فوقوفه دون حد لا بد له من مسبب مخصص، وجريه بلا انتهاء لا يكون إلا بقدرة السميع العليم، الذي لا تتناهى قدرته. أو :﴿وما أنتم له بخازنين﴾ ؛ بقادرين متمكنين من إخراجه وقت الاحتياج إليه. نفى عنهم ما أثبته لنفسه بقوله :﴿عندنا خزائنُه﴾.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩٠
وإنا لنحن نُحيي ونُميت﴾
أي : نحيي من نريد إحياءه بإيجاد الحياة فيه، ونميت من نريد إماتته بإزالة الحياة منه. وقد أول الحياة بما يعم الحيوان والنبات. وتكرير الضمير ؛ للدلالة على الحصر. ﴿ونحن الوارثون﴾ : الباقون إذا مات الخلائق كلهم.


الصفحة التالية
Icon