و ﴿منهم﴾ : حال من جزء مقدم، أي : لكل باب جزء حاصلٌ منهم مقسوم، أو من المستكن في الظرف لا من مقسوم، لأن الصفة لا تعمل فيما تقدم موصوفها. و ﴿إخواناً﴾ : حال من الضمير المضاف إليه ؛ لأنه جزء ما أضيف إليه، والعامل فيه : الاستقرار، أو معنى الإضافة، وكذا :﴿على سُرُر متقابلين﴾، ويجوز أن يكون صفتين لإخوان، أو حالين من ضميره.
يقول الحق جل جلاله :﴿إنَّ عبادي﴾ المتحققين بالعبودية لي، المخلصين في أعمالهم، ﴿ليس لك﴾ يا إبليس ﴿عليهم سلطانٌ﴾ أي : غلبة وتسلط بالغواية والإضلال،
٣٩٩
﴿إلا من اتبعك من الغاوين﴾ الذين سبقت لهم الغواية، وتنكبتهم العناية. ﴿وإنَّ جهنم لموعدهم﴾ : لموضع إبعاد الغاوين أو المتبعين لك ﴿أجمعين﴾، ﴿لها سبعة أبواب﴾ يدخلون فيها لكثرتهم، أو طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم في المتابعة، وفي كل طبقة باب يسلك منه إليها، فأعلاها : جهنم، وهي للمذنبين من الموحدين، ثم لظى لليهود، ثم الحُطمة للنصارى، ثم السعير للصابئين، ثم سقر للمجوس، ثم الجحيم للمشركين، وكبيرهم أبو جهل، ثم الهاوية، وهي الدرك الأسفل، للمنافقين، وعبَّر في الآية عن النار ؛ جملة، بجهنم ؛ إذ هي أشهر منازلها وأولها، وهو موضع العصاة الذين لا يخلدون، ولهذا رُوي أن جهنم تخرب وتبلى، يعني : حين يخرج العصاة منها. وقيل : أبواب الطبقات السبع كلها من جهنم، ثم ينزل من كل باب إلى طبقته التي تفضى إليه. قاله ابن عطية.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩٩


الصفحة التالية
Icon