والمراد : الحث على استعداد الخيل العتاق التي تربط وتعلف بقصد الجهاد، وهو من جملة القوة، فهو من عطف الخاص على العام، للاعتناء بأمر الخيل لما فيها من الإرهاب. ولذلك قال :﴿تُرهِبون به﴾ أي : تخوفون بذلك الأعداء، أو بما ذكر من الخيل المربوطة، ﴿عدو الله وعدوَّكم﴾ يعني كفار مكة، ﴿وآخرين من دُونهم﴾ أي : من غيرهم من الكفرة، كفارس والروم وسائر الكفرة، ﴿لا تعلمونَهم﴾، أي ؛ لا تعرفونهم اليوم، ﴿الله يعلمهم﴾، وسيمكنكم منهم، فتقاتلونهم وتملكون ملكهم، ﴿وما تُنفقوا من شيء في سبيل الله﴾، في شأن الاستعداد، وغيره مما يستعان به على الجهاد، ﴿يُوف إليكم﴾ جزاؤه،
٤٠
﴿وأنتم لا تُظلمون﴾ بتضييع عمل أو نقص أجر، بل يضاعفه لكم أضعافاً كثيرة، بسبعمائة أو أكثر. والله تعالى أعلم.
الإشارة : وأعدوا لجهاد القواطع والعلائق التي تعوقكم عن الحضرة، ما استطعتم من قوة، وهو العزم على السير من غير التفات، ومن رباط القلوب في حضرة الحق، تُرهبون به عدو الله، وهو الشيطان، وعدوكم، وهي النفس، وآخرين من دونهم : الحظوظ واللحوظ وخفايا خدع النفوس، لا تعلمونهم، الله يعلمهم ؛ كالرياء والشرك الخفي، فإنه يدب دبيب النمل، وما تنفقوا من شيء يُوف إليكم أضعافاً مضاعفة، بالعز الدائم والغنى الأكبر، وأنتم لا تُظلمون.


الصفحة التالية
Icon