قال ابن جزي : قوله :﴿إلا آل لوط﴾ : يحتمل أن يكون استثناء من قومه، فيكون منقطعاً ؛ لوصف القوم بالإجرام، ولم يكن آل لوط مجرمين. ويحتمل أن يكون استثناء من الضمير في ﴿مجرمين﴾ ؛ فيكون متصلاً، كأنه قال : إلى قوم أجرموا كلهم آل لوط فلم يجرموا، قوله :﴿إلا امرأته﴾ ؛ استثناء من آل لوط، فهو استثناء من استثناء. قيل : وفيه دليل على أن الأزواج من الآل ؛ لأنه استثنى امرأته من آله. وقال الزمخشري : إنما هو استثناء من الضمير المجرور في قوله :﴿إنا لمنجوهم﴾، وذلك هو الذي يقتضيه المعنى. هـ. أي : إنا لمنجوهم من العذاب ﴿إلا امرأته قدَّرنا إنها لمن الغابرين﴾ ؛ الباقين في العذاب مع الكفرة ؛ لتهلك معهم، وقرأ أبو بكر عن عاصم :" قدرنا " بالتخفيف، وهما لغتان، يقال : قدّر الله وكذا وقدره، قال البيضاوي : وإنما علق، والتعليق من خواص أفعال القلوب ؛ لتضمنه معنى العلم، ويجوز أن يكون (قدرنا) : أجرى مجرى قلنا ؛ لأن التقدير بمعنى القضاء قول، وأصله : جعل الشيء على مقدار غيره، وإسناد التقدير إلى إنفسهم،
٤٠٤
وهو فعل الله تعالى ؛ لما لهم من القرب والاختصاص. هـ.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠٣
قلت : وفيه إشارة إلى حذف الوسائط، كما هو توحيد المحققين. والله تعالى أعلم.
الإشارة : لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية، فالوجل والخوف والفرح والحزن والتعجب والاستعظام للأشياء الغريبة، كل ذلك من وصف البشر، يقع من الخصوص وغيرهم، لكن فرق بين خاطر وساكن، فالخصوص تهجم عليهم ولا تثبت، بخلاف العموم.