الإشارة : ما نصبت لك الكائنات لتراها بعين الفرق، بل لترى فيها مولاها بعين الجمع. وما جعل لك هذه الدار لتتخذها دار القرار، وإنما جعلها قنطرة ومعبراً لدار القرار. إنما جعل لك الدنيا الفانية مزرعة للدار الباقية. وإن الساعة لآتية، فاصبر في هذه الدار اللمحة اليسيرة على شدائد الزمان، وجفوة الإخوان، واصفح الصفح الجميل، حتى ترد النعيم الباقي، والجزاء الجزيل. وتخلق بأخلاق الحليم الكريم، إن ربك هو الخلاق العليم، فلا قدرة لك على شيء إلا بقدرة السميع العليم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠٩
قلت : السبع المثاني : هي الفاتحة عند الجمهور، و(من المثاني) : للبيان، وعطفُ القرآن عليها من عطف العام على الخاص. و (أنزلنا) : نعت لمفعول النذير، أي : أنا النذير عذاباً مثل العذاب الذي أنزل على المقتسمين. وقيل : صفة لمصدر محذوف يدل عليه :(ولقد آتيناك) ؛ فإنه بمعنى أنزلنا إليك إنزالاً مثل ما أنزلنا على المقتسمين، وهم، على هذا، أهل الكتاب. و(عِضِين) : جمع عضة. وأصله : عِضْوة، من عَضَوْتَ الشيء : فَرَّقْته، حُذفت لامه، وعوض منها هاء التأنيث، فجمع على عضين، كعزَةٍ وعزين. وقيل : أصله : عضة ؛ من عضهته : رميته بالبهتان، قال في الصحاح : عَضَهَهُ عَضْهاَ : رماه بالبهتان. وقد أعْضَهْتَ، أي : جئت بالبهتان. فهما قولان في أصل عِضة. هل هو واوي أو هائي. والموصول مع صلته نعت للمقتسمين.