يقول الحق جل جلاله : لنبيه عليه الصلاة والسلام :﴿ولقد آتيناك سبعاً من المثاني﴾، وهي فاتحة الكتاب ؛ لأنها سبع آيات، وتثنى ـ أي تكرر ـ في كل صلاة، فالمثاني من التثنية، وقيل : من الثناء ؛ لأن في الثناء على الله تعالى، وقيل : السبع المثاني هي السبع الطوال، وهي البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال مع براءة. ولذلك تركت البسلمة بينهما. وكونها مثاني ؛ لتثنية قصصها، أو ألفاظها، وقيل : هي الحواميم السبع. ﴿و﴾ آتيناك ﴿القرآن العظيم﴾، ففيه الغنية والكفاية عن كل شيء.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤١٠
لا تمُدَّن عينيك﴾
: لا تطمح ببصرك طموح راغب ﴿إلى ما متعنا به أزواجاً منهم﴾ أي : أصنافاً من الكفار، من زهرة الحياة الدنيا، فإنه مستحقر بالإضافة إلى ما أوتيته. وفي حديث أبي بكر :" من أوتي القرآن، فرأى أن أحداً أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي، فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً ". قال ابن جزي : لا تنظر إلى ما متعنا به في الدنيا، ومعنى الآية : تزهيد في الدنيا، كأنه يقول : قد آتيناك السبع المثاني والقرآن العظيم ؛ فلا تنظر إلى الدنيا، فإن الذي أعطيناك أعظم منها. هـ.
٤١١


الصفحة التالية
Icon