من عندهم ﴿يُضاهِئون﴾ أي : يشابهون في هذه المقالة ﴿قولَ الذين كفروا من قبلُ﴾، يعني : قدماءهم، على معنى أن الكفر قديم فيهم. قال ابن جزي : فإن كان الضمير لليهود والنصارى، أي المتقدمين، فالإشارة بقوله :(الذين كفروا من قبل) للمشركين من الغرب، إذ قالوا : الملائكة بنات الله، وهم أول كافر، أو للصابئين، أو لأمم تقدمت، وإن كان الضمير للمعاصرين للنبي ﷺ ؛ من اليهود والنصارى، فالذين كفروا من قبل هم أسلافهم المتقدمون. هـ.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٦٩
قاتَلهُم اللَّهُ﴾
أي : أهلكهم ودمرهم ؛ لأن من قاتله الله هلك، فيكون دعاء، أو تعجباً من شناعة قولهم، ﴿أنَى يُؤفكون﴾ أي : كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل.
﴿اتخذوا أحبارَهم﴾ أي : علماءَهم ﴿ورهبانَهم﴾ ؛ عُبَّادَهم ﴿أرباباً من دون الله﴾ ؛ بأن أطاعوهم في تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، وفي السجود لهم، ﴿والمسيحَ ابنَ مريمَ﴾ ؛ بأن جعلوه ابن الله، ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا إِلهاً واحداً﴾ وهو الله الواحد الحق، وأما طاعة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وسائر من أمر بطاعته، فهو في الحقيقة طاعة الله، ﴿لا إله إلا هو﴾ ؛ تقرير للتوحيد، ﴿سبحانه عما يشركون﴾ ؛ تنزيهاً له عن أن يكون معه شريك.


الصفحة التالية
Icon