نور ؛ لأنه تعالى بلا نهاية ولا منتهى لصفاته.
قوله تعالى :﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق﴾ : إن الله سبحانه سن سنة أزلية : ألا يجد أحدٌ سبيله إلا من يقُيض له أستاذاً عارفاً بالله، وبسِّر دينه وربوبيته، فيدله إلى منهاج عبوديته، ومعارج روحه وقلبه، إلى مشاهدة ربوبيته، ويكون هو واسطة بينه وبين الله، وإن كان الفضل بيد الله، يؤتيه من يشاء بغير علة ولا سبب، جعله واسطة للتأديب لا للتقريب، وصيره شفيعاً للجنايات، لا شريكاً في الهدايات، هداه نور القرآن،
٧١
وبيّنه حقيقة البيان، مع إظهار البرهان. قيل : جعل الله الوسائط طريقاً لعباده إليه، وبعثهم أعلاماً على الطرق ونوراً يهتدى بهم، وعرفهم سبل الحق وحقيقة الدين، قال الله تعالى :﴿أرسل رسوله بالهدى ودين الحق﴾، انتهى كلامه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٦٩
قلت :(يحمى عليها) : الجار والمجرور : نائب الفاعل، وأصله : يوم تحمى النار الشديدة الحمى عليها، فجعل الإحماء للنار ؛ مبالغةً، ثم حذفت النار، وأسند الفعل إلى الجار والمجرور ؛ تنبيهاً على المقصود، فانتقل من صيغة التأنيث إلى صيغة التذكير.


الصفحة التالية
Icon