قال في المستخْرج من تفسير الغزنوني وغيره : قيل : كان رؤيا صادقة، وقيل : أسرى بروحه، وهو خلاف القرآن، وإن أسند إلى عائشة - رضي الله عنها -، والجمهور على ما رواه عامة الصحابة، دخل كلام بعضهم في بعض، عن رسول الله ﷺ أنه قال :" أتاني جبريل عليه السلام، وإذا دابة فوق الحمار ودون البغل، خطوها مد بصرها، فمرّ بي بين السماء والأرض إلى بيت المقدس، فَنُشِرَ لي رَهْطٌ من الأنبياء، فصليت بهم. وإذا أنا بالمعراج، وهو أحسن ما رأيت، فعرج بي، فرأيت في سماء الدنيا رجلاً أعظم الناس وجهًا وهيكلاً، فقيل : هذا أبوك آدم، وفي السماء الثانية شابيْن، فقيل : هما يحيى وعيسى، وفي الثالثة رجلاً أفضل الناس حُسنًا، فقيل : أخوك يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة موسى، وفي السابعة إبراهيم - صلوات الله على جميعهم -. فانتهيتُ إلى سِدرة المنتهى، فَغَشِيَتْهَا ملائكةٌ، كأنهم جراد من ذهب، فرأيتُ جبريل عليه السلام يتضاءل كأنه صَعْوة - أي : عصفور - فتخلف، وقال : وما منا إلا له مقام معلوم، فجاوزت سبعين حجابًا، ثم احتملني الرفرف إلى العرش، فنُوديتُ : حَيِّ ربك. فقلت : لا اُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ". فلما أخبر بما رأى كذَّبه أهل مكة، ولو كان في النوم ما أنكره المشركون. وقيل : كانا معراجين، بمكة والمدينة، في النوم واليقظة. هـ.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٧٣