﴿فإِذا جاء وعدُ﴾ ؛ عقاب ﴿أُولاهما﴾ أي : أول مرتي الإفساد ؛ بأن أفسدوا في الأرض المرة الأولى ﴿بعثنا عليكم عبادًا لنا﴾ ؛ بختنصر وجنوده ﴿أُولي بأس شديد﴾ ؛ ذوي قوة وبطش في الحرب شديد، ﴿فجاسوا﴾ ؛ فترددوا لطلبكم ﴿خلال الديار﴾ ؛ وسطه ؛ للقتل أو الغارة، فقتلوا كبارهم وسبوا صغارهم، وحرقوا التوراة، وخربوا المسجد. وفي التذكرة للقرطبي : أنه سلط عليهم في المرة الأولى بخُتنصر، فسباهم، ونقل ذخائر بيت المقدس على سبعين ألف عَجَلَة، وبقوا في يده مائة سنة. ثم رحمهم الله تعالى وأنقذهم من يده، على يد ملك من ملوك فارس، ثم عصوا، فسلط عليهم ملك الروم قيصر. هـ. قال تعالى :﴿وكان وعدًا مفعولاً﴾ أي : وكان وعد عقابهم وعدًا مقضيًا لا بدّ أن يُفعل.
﴿ثم رددنا لكم الكرّة﴾ أي : الدولة والغلبة ﴿عليهم﴾ أي : على الذين بُعثوا عليكم، فرجع المُلك إلى بني إسرائيل، واستنقذوا أسراهم، فقيل : على يد " بهْمَن بن إسفنديار " ؛ ملك فارس، فاستنقذهم، ورد أسراهم إلى الشام، وملَّكَ دَانْيال عليهم، فاستولوا على من كان فيها من أتباع بختنصر، وقيل : على يد داود عليه السلام حين قتل
٧٧
جالوت. قال تعالى :﴿وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثرَ نفيرًا﴾ أي : عددًا مما كنتم. والنفير : من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل : جمع نَفر، وهم : المجتمعون للذهاب إلى الغزو.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٧٧