قلت :﴿خشية﴾ : مفعول من أجله ؛ لأن الخشية قلبية، بخلاف الإملاق، فإنه حسي ؛ فَجُرَّ بمن في سورة الأنعام. وهذه الآية في أغنياء العرب، الذين كانوا يخشون وقوع الفقر، وما في " الأنعام ". وهذه الآية في أغنياء العرب، الذين كانوا يخشون وقوع الفقر، وما في " الأنعام " نزلت في فقرائهم، الذين كان الفقر واقعًا بهم، ولذلك قدَّم هناك كاف الخطاب، وأخَّره هنا، فتأمله. و " خِطًا " يقال : خطئ خطأ، كأثم إثمًا. وقرأ ابن عامر :" خَطأً "، بفتحتين، فهو إما اسم مصدر أخطأ، أو لغة في خطئ، كمِثل ومَثل، وحِذر وحَذر. وقرأ ابن كثير :" خِطاء " ؛ بالمد، إما لغة، أو مصدر خاطأ. انظر البيضاوي.
٩٠
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولا تقتلوا أولادكم﴾ مخافة الفاقة المستقبلة، وقد كانوا يقتلون البنات - وهو الوأد - مخافة الفقر، فنهاهم، عن ذلك، وضمن لهم أرزاقهم، فقال :﴿نحن نرزقهم وإِياكم إِنَّ قتلهم كان خِطأً﴾ ؛ إثمًا ﴿كبيرًا﴾ ؛ لما فيه من قطع التناسل وانقطاع النوع وإيلام الروح. ﴿ولا تقربوا الزنا﴾، نهى عن مقاربته بالمقدمات. كالعزم والنظر وشبهه، فأحرى مباشرته، ﴿إِنه كان فاحشةً﴾ أي : فعلة ظاهرًا فُحشها وقُبحها، ﴿وساء سبيلاً﴾ ؛ قبح طريقًا طريقُهُ، وهو غصب الأبْضاع ؛ لما فيه من اختلاط الأنساب وهتك محارم الناس، وتهييج الفتن.