الإشارة : ولا تقتلوا ما أنتجته الأفكار الصافية من العلوم ؛ بإهمال القلوب في طلب رزق الأشباح، خشية لحوق الفقر، فإنَّ الله ضامن لرزق الأشباح والأرواح. ولا تميلوا إلى الحظوظ، التي تُخرجكم عن حضرة الحق ؛ فإن ذلك من أقبح الفواحش. ولا تقتلوا النفس بتوالي الغفلة والجهل، التي حرَّم الله قتلها وإهمالها، وأمر بإحيائها بالذكر والعلم، ومن قُتل بذلك مظلومًا ؛ بحيث غلبته نفسه، ولم تساعده الأقدار، فقد جعلنا لعقله سلطانًا، أي : تسلطًا عليها ؛ بمجاهدتها وقتلها وردها إلى مولاها، فلا يُسرف في قتلها، بل بسياسة وحيلة، كما قال القائل :
واحْتَلْ عَلَى النَّفْسِ فرُبَّ حِيلَهْ
أَنْفَعُ فِي النُّصْرِ منْ قَبِيلهْ
إنه كان منصورًا، إن انتصر بمولاه، وآوى بها إلى شيخ كامل، قد فرغ من تأديب نفسه وهواه. وقد تقدم باقي الإشارة في سورة الأنعام وغيرها. وبالله التوفيق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٩٠
قلت : قفا الشيء يقفوه : تبعه. والضمير في " عنه " : يجوز أن يعود لمصدر " لا تَقْفُ "، أو لصاحب السمع والبصر. وقيل : إن " مسؤولاً " مسند إلى " عنه " كقوله تعالى :﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ﴾ [الفَاتِحَة : ٧]، والمعنى : يسأل صاحبه عنه، وهو خطأ ؛ لأن الفاعل وما يَقوم مقامه لا يتقدم. قاله البيضاوي.
قال ابن جزي : الإشارة في " أولئك " : إلى السمع والبصر والفؤاد، وإنما عاملها معاملة العقلاء في الإشارة بأولئك ؛ لأنها حواس لها إدراك، والضمير في " عنه " : يعود على " كل "، ويتعلق " عنه " بمسؤُولاً. هـ. وضمير الغائب يعود على المصدر المفهوم من " مسؤولاً ". و ﴿مَرَحًا﴾ : مصدر في موضع الحال. و ﴿مكروهًا﴾ : نعت لسيئة، أو بدل منها، أو خبر ثان لكان.
٩٢