يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولا تَقْفُ﴾ ؛ تتبع ﴿ما ليس لك به علمٌ﴾، فلا تقل ما لا تحقيق لك به ؛ من ذم الناس ورميهم بالغيب. فإذا قلت : سمعتُ كذا، أو رأيت كذا، أو تحقق عندي كذا، مما فيه نقص لأحد، فإنك تُسأل يوم القيامة عن سند ذلك وتحقيقه. وهذا معنى قوله :﴿إِنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً﴾. قال البيضاوي : ولا تتبع ما لم يتعلق علمك به ؛ تقليدًا، أو رجمًا بالغيب. واحتج به من منع اتباع الظن، وجوابه : أن المراد بالعلم هو الاعتقاد الراجح المستفاد من سند، سواء كان قطعيًا أو ظنيًا ؛ إذ استعماله بهذا المعنى شائع. وقيل : إنه مخصوص بالعقائد. وقيل : بالرمي وشهادة الزور، ويؤيده قوله ﷺ :" من قَفَا مُؤْمنًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ، حَبَسَهُ اللهُ فِي رَدْغَةِ الخَبَالِ، حَتَّى يَأتِيَ بِالمَخْرَجِ " ﴿إِن السمعَ والبصرَ والفؤاد كلُّ أولئك﴾ أي : كل هذه الأعضاء الثلاثة ﴿كان عنه مسؤولاً﴾ ؛ كل واحد منها مسؤول عن نفسه، يعني : عما فعل به صاحبه. هـ. مختصرًا.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٩٢