جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٠٠
قلت :﴿أولئك﴾ : مبتدأ، و ﴿الذين يدعون﴾ : صفته، و ﴿يبتغون﴾ : خبره. وضمير " يدعون " : للكفار، وفي " يبتغون " : للآلهة المعْبُودين، وقيل : الضمير في " يدعون " و " يبتغون " : للأنبياء المذكورين قبلُ في قوله :﴿فضَّلنا بعض النبيين على بعض﴾، والوسيلة : ما يتوسل به ويتقرب إلى الله، و ﴿أيهم﴾ : بدل من فاعل ﴿يبتغون﴾، و " أيّ " :
١٠١
والوسيلة : ما يتوسل به ويتقرب إلى اللهِ، و ﴿أيهم﴾ : بدل من فاعل ﴿يبتغون﴾، و " أيّ " : موصولة، أي : يبتغي من هو أقرب إليه تعالى -الوسيلة -، فكيف بمن دونه ؟ أو ضمَّنَ معنى يبتغون : يحرصون، أي : يحرصون أيهم يكون إليه تعالى أقرب ؟
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿قلْ﴾ لهم :﴿ادعوا الذين زعمتم﴾ أنهم آلهة تعبدونهم ﴿من دونه﴾ كالملائكة والمسيح وعُزير، أو كالأصنام والأوثان، ﴿فلا يملكون﴾ ؛ لا يستطيعون ﴿كشف الضر عنكم﴾، كالمرض والفقر والقحطِ، ﴿ولا تحويلاً﴾ لذلك عنكم إلى غيركم، قال تعالى :﴿أولئك الذين يدعون﴾ أنهم آلهة، هم في غاية الافتقار إلى الله والتوسل إليه، كلهم ﴿يبتغون إِلى ربهم الوسيلةَ﴾ أي : التقرب بالطاعة، ويحرصون ﴿أيهم أقربُ﴾ إلى الله من غيره، فكيف يكونون آلهة ؟ أو : أولئك الذين يدعونهم آلهة، يطلبون إلى ربهم الوسيلة بالطاعة، يطلبها أيهم أقرب، أي : الذي هو أقرب، فكيف بغير الأقرب ؟ ﴿ويرجون رحمته ويخافون عذابه﴾ كسائر العباد، فكيف يزعمون أنهم آلهة ؟ ﴿إن عذاب ربك كان محذورًا﴾ ؛ مخوفًا، أي : حقيقًا بأن يحذره كل أحد، حتى الرسل والملائكة. أعاذنا الله من جميعه. رمين.