يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وقل﴾ يا محمد :﴿ربِّ أَدْخلني﴾ في الأمور كلها ﴿مُدْخلَ صدقٍ﴾ ؛ بأن أدخل فيها بك لا بنفسي، ﴿وأَخرجني﴾ منها ﴿مُخرجَ صدقٍ﴾ كذلك، مصحوبًا بالفهم عنك، والإذن منك في إدخالي وإخراجي. وقيل : أدخلني قبري مدخل صدق راضيًا مرضيًا، وأخرجني منه عند البعث مخرج صدق، أي : إخراجًا مرضيًا مُلقى بالكرامة. فيكون تلقينًا للدعاء بما وعده من البعث، المقرون بالإقامة للمقام المحمود، التي لا كرامة فوقها. وقيل : المراد : إدخال المدينة، والإخراج من مكة. وقيل : إدخاله - عليه الصلاة والسلام - مكة ؛ ظاهرًا عليها، وإخراجه منها ؛ آمنًا من المشركين. وقيل : إدخاله الغار، وإخراجه منه سالمًا. وقيل : إدخاله فيما حمله من أعباء الرسالة، وإخراجه منه مؤديًا حقه. وقيل : إدخاله في كل ما يلائمه من مكان أو أمر، وإخراجه منه بالحفظ والرعاية، بحيث يدخل بالله ويخرج بالله. وهو الراجح كما قدمناه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١١٧