جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٢
قال القشيري : سُنَّةُ الحقِّ مع خيار خواصه ؛ أن يُدِيم هم شهود افتقارهم إليه ؛ ليكونوا في جميع الأحوال مُنْقادين بجريانِ حُكْمِه، ثم قال : والمرادُ والمقصودُ : إدامة تَفَرُّدِ سِرِّ حبيبه به، دونَ غيره. هـ. وأما سلب الأولياء بعضهم لبعض فلا يكون في خصوصية المعرفة بعد التمكين، إذ لا مانع لما أعطى الكريم، وإنما يكون في خصوصية التصريف وسر الأسماء، إذا كان أحدهما متمكنًا فيه، وقابل من لم يتمكن، قد ينجذب إلى القوى بإذن الله، وقد يُزال منه إذا طغى به. والله تعالى أعلم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٢
قلت : من قرأ " كسفًا " ؛ بالتحريك : فهو جمع. ومن قرأ بالسكون : فمفرد. و ﴿قبيلاً﴾ : حال من " الله ". وحذف حال الملائكة ؛ لدلالة الأول عليه. و ﴿أن يؤمنوا﴾ : مفعول ثان لمنَع. و ﴿إلا أن قالوا﴾ : فاعل " منع ".
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وقالوا﴾ أي : كفار قريش، عند ظهور عجزهم، ووضوح مغلوبيتهم بالإعجاز التنزيلي، وغيره من المعجزات الباهرة، معلِّلين بما لا يمكن في العادة وجوده، ولا تقتضي الحكمة وقوعه، من الأمور الخارقة للعادة، كما هو ديدن المبهوت المحجوج، قالوا للنبي - عليه الصلاة والسلام - في جمع من أشرافهم : إن مكة قليلة الماء، ففجر لنا فيها عينًا من ماء، وهو معنى قوله تعالى :﴿لن نُؤمن لك حتى تَفْجُرَ لنا من الأرض﴾ ؛ أرض مكة ﴿يَنْبوعًا﴾ ؛ عينًا لا ينشف ماؤها. وينبوع : يفعول، من نبع الماء إذا خرج.


الصفحة التالية
Icon