﴿أو تكون لك جنَّةٌ﴾ أي : بستان يستر أشجاره ما تحتها من العرصة، ﴿من نخيلٍ وعِنَبٍ فتفجرَ الأنهارَ﴾ أي : تجريها بقوة، ﴿خلالها﴾ ؛ في وسطها ﴿تفجيرًا﴾ كثيرًا، والمراد : إما إجراء الأنهار خلالها عند سقيها، أو إدامة إجرائها، كما ينبئ عنه " الفاء "، ﴿أو تُسْقِطَ السماء كما زعمتَ علينا كِسَفًا﴾ ؛ قطعًا متعددة، أو قطعًا واحدًا، و ﴿كما زعمت﴾ : يعنون بذلك قوله تعالى :﴿إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ﴾ [سبأ : ٩]، ﴿أو تأتي بالله والملائكة قَبيلاً﴾ أي : مقابلاً ؛ نُعاينه جهرًا، أو ضامنًا وكفيلاً يشهد بصحة ما تدعيه، ﴿أو يكون لك بيتٌ من زُخرفٍ﴾ أي : ذهب. وقرئ به. وأصل الزخرفة : الزينة، ﴿أو تَرْقَى في السماء﴾ أي : في معارجها ؛ فحذف المضاف. ﴿ولن نُؤمن لرُقيك﴾ أي : لأجل رُقيك فيها وحده ﴿حتى تنزل﴾ منها ﴿علينا كتابًا﴾ فيه تصديقك، ﴿نقرؤه﴾ نحن، من غير أن يتلقى من قبلك. وعن ابن عباس رضي الله عنه : قال عَبْدُ اللهِ بنُ أُميَّة لرسول ﷺ - وكان ابن عمته - : لن أؤمن لكَ حَتَّى تتَّخذَ إلى السماء سُلَّمًا، ثم ترقى فيه وأنا أنظر، حتَّى تأتيها، وتأتي معك بصك منشور، معه أربعة من الملائِكَةِ يَشْهَدُونَ أنك كما تقول. هـ. ثم أسلم عبد الله بعد ذلك. ولم يقصدوا بتلك الاقتراحات الباطلة إلا العناد واللجاج. ولو أنهم أوتوا أضعاف ما اقترحوا من
١٢٥
الآيات، ما زادهم ذلك إلا مكابرة. وإلا فقد يكفيهم بعض ما شهدوا من المعجزات، التي تخر لها صُم الجبال.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٤


الصفحة التالية
Icon