قلت : ويمكن أن تتصل في المعنى بقوله :﴿أَبعثَ اللهُ بشرًا رسولاً﴾، فكأنَّ الحق تعالى يقول لهم : لو كانت بيدكم خزائن رحمته، لخصصتم بالنبوة من تريدون، لكن ليست بيدكم، ولو كانت بيدكم ؛ تقديرًا، لأمسكتم خشية الإنفاق ؛ لأن طبع الإنسان البخل وخوف الفقر، فهو كقوله تعالى :﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾ [ص : ٩]، بعد قوله :﴿وَعَجِبُوااْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ﴾ [ص : ٤]. والله تعالى أعلم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٨
الإشارة : الحق تعالى قادر على أن يخلق ألف عالمَ في لحظة، وأن يفنى ألف عالم في لحظة، فلا يعجزه شيء من الممكنات. وكما قدر أن يحيي الإنسان بعد موته
١٢٩
الحسي ؛ هو قادر على أن يحييه بعد موته المعنوي بالجهل والغفلة، على حسب ما سبق له في المشيئة، وجعل لذلك أجلاً لا ريب فيه، فلا يجحد هذا إلا من كان ظالمًا كفورًا. قل لمن يخصص الولاية بنفسه، أو بأسلافه، ويُنكر أن يفتح الله على قوم كانوا جُهالاً : لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم الخصوصية عندكم ؛ خشية أن ينفد ما عندكم، وكان الإنسان قتورًا، لا يُحب الخير إلا لنفسه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٨
الإشارة : الحق تعالى قادر على أن يخلق ألف عالمَ في لحظة، وأن يفنى ألف عالم في لحظة، فلا يعجزه شيء من الممكنات. وكما قدر أن يحيي الإنسان بعد موته
١٢٩
الحسي ؛ هو قادر على أن يحييه بعد موته المعنوي بالجهل والغفلة، على حسب ما سبق له في المشيئة، وجعل لذلك أجلاً لا ريب فيه، فلا يجحد هذا إلا من كان ظالمًا كفورًا. قل لمن يخصص الولاية بنفسه، أو بأسلافه، ويُنكر أن يفتح الله على قوم كانوا جُهالاً : لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم الخصوصية عندكم ؛ خشية أن ينفد ما عندكم، وكان الإنسان قتورًا، لا يُحب الخير إلا لنفسه.


الصفحة التالية
Icon