جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٨
قلت : قال في الأساس : ثبره الله : أهلكه هلاكًا دائمًا، لا ينتعش بعده، ومن ثَم يدعو أهلُ النار : واثبوراه. وما ثبرك عن حاجتك : ما ثبطك عنها. وهذا مثبَرُ فلانة : لمكان ولادتها، حيث يثبرها النفاس. وفي القاموس : الثبر : الحبْسُ والمنع، كالتثبير والصرف عن الأمر وعن الحبيب، واللعن والطرد. والثبور : الهلاك والويل والإهلاك. هـ. و ﴿إذا جاءهم﴾ : إما متعلق بآياتنا، أو بقلنا محذوف.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولقد آتينا موسى تسع آيات بيناتٍ﴾ ؛ واضحات الدلالة على نبوته، وصحة ما جاء به من عند الله. وهي : العصا، واليد، والجراد، والقُمل، والضفادع، والدم، والطوفان، والسنون، ونقص الثمرات. وقيل : انفجار الماء من الحجر، ونتق الطور، وانفلاق البحر، بدل الثلاث. وفيه نظر ؛ فإن هذه الثلاث لم تكن لفرعون، وإنما كانت بعد خروج سيدنا موسى عليه السلام. وعن صفوان بْن عسال : أن يهوديًا سأل النبي ﷺ عنها فقال :" ألاَّ تُشْرِكُوا به شَيْئًا، ولا تَسْرقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلُوا النَّفس التِي حَرَّم اللهُ إلاَّ بالحَقِّ، ولا تَسْحُروا، ولا تأكُلُوا الرِّبَا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سُلْطَانٍ ليَقْتُلَهُ، ولا تَقذفُوا المُحْصَنَة، ولا تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، وعليكم، خاصَّة اليهود، ألاَّ تَعْدُوا في السَّبْتِ " فقبَّل اليهوديُ يَدَه ورجْلَه - عليه الصلاة والسلام.
١٣٠


الصفحة التالية
Icon