يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولا تجهرْ﴾ بقراءة صلاتك، بحيث تُسمع المشركين، فإن ذلك يحملهم على السب واللغو فيها، ﴿ولا تُخافت﴾ أي : تُسر ﴿بها﴾ ؛ حتى لا تُسمع من خلفك من المؤمنين، ﴿وابتغ بين ذلك سبيلاً﴾ ؛ واطلب بين المخافتة والإجهار طريقًا قصدًا، فإنَّ خير الأمور أوسطها. والتعبير عن ذلك بالسبيل باعتبار أنه طريق يتوجه إليه المتوجهون، ويؤمه المقتدون ليوصلهم إلى المطلوب. رُوي أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخفت، ويقول : أُنَاجِي ربِّي، وَقَدْ عَلِمَ حَاجَتِي. وعُمَرُ رضي الله عنه كان يجهر،
١٣٥
ويقول : أطردُ الشَّيْطَانَ وأُوقِظُ الوَسْنَانَ. فلما نزلت، أَمَرَ رسولُ الله ﷺ أبا بَكْرٍ أَنْ يَجْهَر قليلاً، وعمر أن يَخْفِض قليلاً.


الصفحة التالية
Icon