والمشهور : أن الرقيم هو اللوح المكتوب فيه أسماؤهم وأنسابهم، وكان جُعِل ذلك الكتاب في خزانة الملك، وهو لوح من رصاص أو حجر، أمر بكتب أسمائهم فيه لما شكا قومُهم فقْدَهم. وقيل : اسم كلبهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤١
أي : أظننت أنهم ﴿كانوا﴾ في قصتهم ﴿من﴾ بين ﴿آياتنا عَجَبًا﴾ أي : كانوا عجبًا دون باقي آياتنا، ليس الأمر كذلك. والمعنى : أن قصتهم، وإن كانت خارقة للعادة، ليست بعجيبة، بالنسبة إلى سائر الآيات التي من تعاجيبها ما ذكر من خلق الله تعالى على الأرض، من الأجناس والأنواع الفائتة الحصر من مادة واحدة، بل هي عندها كالنزر الحقير. وقال القشيري : أزال موضع الأعجوبة من أوصافهم، بما أضاف إلى نفسه بقوله :﴿من آياتنا﴾، وقَلْبُ العادةِ مِنْ قِبَلِ اللهِ غيرُ مُسْتَنْكَرٍ ولا مُبْتَدَعٍ. هـ.
ثم ذكر أول قصتهم، فقال :﴿إِذْ أوى الفتيةُ﴾ : جمع فتى، وهو الشاب الكامل، أي : اذكر حين التجأ الفتية إلى الكهف، هاربين بدينهم، خائفين على إيمانهم من كفار قومهم، ورأسهم " دقيانوس "، على ما يأتي في قصتهم. ﴿فقالوا﴾ ؛ حين دخلوا الغار :﴿ربَّنا آتنا من لدُنك﴾ ؛ من مستبطن أمورك وخزائن رحمتك الخاصة المكنونة عن أعين العادات، ﴿رحمةً﴾ خاصة تستوجب الرفق والأمن من الأعداء، ﴿وَهَيِّئ﴾ : أصلح ﴿لنا من أمرنا﴾ الذي نحن عليه من مفارقة الكفار ومهاجرتهم، ﴿رَشَدًا﴾ : هداية نصير بها راشدين مهتدين، أو : اجعل أمرنا كله رشدًا وصوابًا، كقولك : لقيت منك أسدًا، فتكون من باب التجريد، أو : إصابة للطريق الموصل إلى المطلوب، وأصل التهيئة : إحداث هيئة الشيء.


الصفحة التالية
Icon