الإشارة : عادته تعالى فيمن انقطع إليه بكليته، وآوى إلى كهف رعايته، وآيس من رفق مخلوقاته، أن يكلأه بعين عنايته، ويرعاه بحفظ رعايته، ويُغَيِّبَ سمع قلبه عن صوت الأكدار، ويصون عين بصيرته عن رؤية الأغيار، حين انحاشوا إلى حِمى رحمته المانع، وتظللوا تحت ظل رشده الواسع. وبالله التوفيق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤١
قلت :﴿بالحق﴾ : إما صفة لمصدر محذوف، أو حال من ضمير " نَقُصُّ "، أو من " نبأهم "، أو صفة له، على رأي من يرى حذف الموصول مع بعض صلته، أي : نَقُصُّ قصصًا ملتبسًا بالحق، أو نقصه متلبسين بالحق، أو نقص نبأهم ملتبسًا بالحق، أو نبأهم الذي هو ملتبس بالحق. و ﴿إذ قاموا﴾ : ظرف لربطنا، ﴿وشططًا﴾ : صفة لمحذوف، أي : قولاً شططًا، أي : ذا شطط، وُصِف به ؛ للمبالغة. و ﴿هؤلاء﴾ : مبتدأ، وفي اسم الإشارة تحقير لهم، و ﴿قومنا﴾ : عَطْفُ بيانٍ له. و ﴿اتخذوا﴾ : خبر، و ﴿ما يعبدون﴾ : موصول، عطف على الضمير المنصوب، أو مصدرية، أي : وإذ اعتزلتموهم ومَعْبُودِيهِمْ إلا الله، أو عبادتهم إلا عبادة الله، وعلى التقديرين : فالاستثناء متصل على تقدير أنهم كانوا مشركين
١٤٣
يعبدون الله والأصنام. ومنقطع ؛ على تقدير تمحضهم بعبادة الأوثان، ويجوز أن تكون ﴿ما﴾ نافية ؛ على أنه إخبار من الله - تعالى - عن الفتية بالتوحيد، معترض بين " إذ " وجوابه العامل فيها.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿نحن نقصُّ عليك نبأَهم﴾، والنبأ : الخبر الذي له شأن وخطر، قصصًا ملتبسًا ﴿بالحق﴾ : بالصدق الذي لا يطرقه كذب ولا ريبة.