الخامسة : التماس الترقي والزيادة في الاهتداء واليقين، فكل مقام يدركه ينبغي أن يطلب مقامًا أعلى منه، ولا نهاية لعلمه تعالى ولا لعظمته، ﴿وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدًا﴾، وبالله التوفيق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٢
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿واتلُ ما أُوحي إليك من كتاب ربك﴾ أي : أسرده على ما نزل، ولا تسمع لقولهم ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـاذَآ﴾ [يونس : ١٥]، أو اتبع أحكامه، ﴿لا مُبدِّل لكلماته﴾ : لا قادر على تبديله غيره، أو : لا مغير لما وعد بكلماته للمخالفين له، ﴿ولن تجدَ﴾ أبدًا ﴿من دونه مُلتحدًا﴾ أي : ملجأ، تعدل إليه عند إلمام مُلمة، أو : لن تجد، إن بدلت ؛ تقديرًا، وخالفت ما أنزل إليك، ملتحدًا : ملجأ تميل إليه. والله تعالى أعلم.
الإشارة : القرآن شفاء لكل داء فمن نزلت به شدة حسية أو معنوية، دنيوية أو دينية، ففزع إليه بالتلاوة أو الصلاة به، رأى فَرَجًا، وقريبًا، فالالتجاء إلى كلام الله هو الالتجاء
١٥٥
إلى الله، فإنَّ الحق تعالى يتجلى في كلامه للقلوب على قدر صفائها، وأما من التجأ إلى غير الله فقد خاب رجاؤه وبطل سعيه ؛ قال تعالى :﴿ولن تجد من دونه ملتحدًا﴾ تميل إليه فيأويك. والله تعالى أعلم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٥
قلت :﴿ولا تعد﴾ : نهي مجزوم بحذف الواو، و ﴿عيناك﴾ : فاعل، و ﴿تريد﴾ : حال من الكاف، أو من فاعل ﴿تَعْدُ﴾.