تحت قلوبهم أنهار العلوم والمواهب، يُحلَّون فيها بمقامات اليقين، ويلبسون ثياب العز والنصر والتمكين، متكئين على سرر الهنا والسرور، قد انقضت عنهم أيام المحن والشرور، جعلنا الله فيهم بمنّه وكرمه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٩
قلت :﴿رجلين﴾ : بدل من " مثلاً "، وجملة ﴿جعلنا...﴾ بتمامها : بيان للتمثيل، أو صفة لرجلين، و ﴿ما شاء الله﴾ : خبر، أي : هذا ما شاء الله، أو الأمر ما شاء الله، أو مبتدأ حُذف الخبر، أي : الذي شاء الله كائن، أو شرطية، والجواب محذوف، أيْ : أيّ شيء شاء الله كان، و ﴿هنالك﴾ : ظرف مقدم، و ﴿الولاية﴾ : مبتدأ، والظرف : إشارة إلى الآخرة، وهذا أحسن.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٦٠
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿واضربْ لهم﴾ أي : للفريقين ؛ فريق المؤمنين والكافرين المتقدمين، ﴿مَّثَلاً﴾ ؛ من حيث عصيان الكافر، مع تقلبه في النعيم، وطاعة المؤمن، مع مكابدته مَشَاقَّ الفقر، وما كان مآلهما، لا من حيث ما ذكر من أن للكافر في الآخرة كذا وللمؤمن كذا، أي : واضرب لهم حالي ﴿رجُلَيْن﴾ مقدرين أو محققين، هما أخوان من بني إسرائيل، أو شريكان : كافر، واسمه قُطروس، ومؤمن، اسمه يهوذا، اقتسما ثمانية آلاف دينار، أو ورثَاها من أبيهما، فاشترى الكافر بنصيبه ضياعًا وعقارًا، وصرف المؤمن نصيبه إلى وجوه البر.
١٦٠


الصفحة التالية
Icon