وأُحِيطَ بثَمَرِه} أي : هلكت أشجاره المثمرة، وأمواله المعهودة، وأصله : من إحاطة العدو، وهو عطف على مُقدر، كأنه قيل : فوقع بعض ما وقع من المحذور، وأهلكت أمواله، رُوي أن الله تعالى أرسل عليها نارًا فأحرقتها وغار ماؤها. ﴿فأصبح يُقلَّب كفَّيه﴾ ظهرًا لبطن، أو يضرب يديه واحدة على أخرى، يصفق بهما، وهو كناية عن الندم، كأنه قال : فأصبح يندم ﴿على ما أنفق فيها﴾ أي : في عمارتها من الأموال. وجعل تخصيص الندم بها دون ما هلك الآن من الجنة ؛ لأنه إنما يكون على الأفعال الاختيارية. انظر أبا السعود.
﴿وهي﴾ أي : الجنة ﴿خاويةً﴾ : ساقطة ﴿على عُرُوشها﴾ أي : دعائمها المصنوعة للكروم، فسقطت العروش أولاً ثم سقطت الكروم عليها. وتخصيص حالها بالذكر، دون
١٦٣
الزرع والنخل، إِمَّا لأنها العمدة وهما من متمماتها، وإِمَّا لأن ذكر هلاكها مُغْن عن ذكر هلاك الباقي ؛ لأنها حيث هلكت، وهي مشتدة بعروشها فهلاك ما عداها أولى، وإِمَا لأن الإنفاق في عمارتها أكثر. ﴿ويقولُ﴾ أي : يقلب وهو يقول :﴿يا ليتني لم أشركْ بربي أحدًا﴾، كأنه تذكر موعظة أخيه، وعَلِمَ أنه إنما أُتِيَ من قِبَلِ شِرْكِهِ، فتمنى أنْ لم يكن مشركًا فلم يصبه ما أصابه.
﴿ولم تكن له فئةٌ﴾ : جماعة ﴿ينصرونه﴾ : يقدرون على نصره ؛ بدفع الهلاك عن أمواله، ﴿من دون الله﴾، فإنه القادر على ذلك وحده، ﴿وما كان منتصرًا﴾ أي : وما كان في نفسه ممنوعًا بقوته من انتقامه سبحانه منه.


الصفحة التالية
Icon