ثم قال :﴿واتخذ﴾ الحوتُ ﴿سبيلَه في البحر عَجَبًا﴾، فيه حذف، أي فحيى الحوت، واضطرب، ووقع في البحر، واتخذ سبيله فيه سبيلاً عجبًا، أو اتخاذًا عجبًا يُتعجب منه، وهو كون مسلكه كالطاق، ﴿قال﴾ موسى عليه السلام :﴿ذلك ما كنا نبغ﴾ أي : ذلك الذي ذكرت من أمر الحوت هو الذي كُنا نطلبه ؛ لكونه أمارة للفوز بالمرام، ﴿فارتدَّا﴾ أي : رجعا ﴿على﴾ طريقهما الذي جاءا منه، يَقُصَّان. يتبعان ﴿آثارِهما قَصَصًا﴾، حتى أتيا الصخرة ﴿فوجدا عبدًا من عبادنا﴾، التنكير ؛ للتفخيم والإضافة ؛ للتعظيم، وهو الخضر عليه السلام عند الجمهور، واسمه : بَلْيَا بن مَلْكَان يُعْصوا، والخضر لقب له ؛ لأنه جلس على فروةٍ بيضاء فاهتزّت تحته خضراء، كما في حديث أبي هريرة - عنه - صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد : سمي خضرًا ؛ لأنه كان إذا صلى خضر ما حوله، ثم قال : وهو ابن عابر بن شالِخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وكان أبوه ملكًا. هـ. وفي الحديث أن النبي ﷺ ذكر قصة الخضر، فقال :" كان ابن ملك من الملوك، فأراد أبوه أن يستخلفه من بعده، فأبى وهرب، ولحق بجزائر البحر، فلم يقدر عليه " قيل إنه شرب من عين الحياة ؛ فمُتع بطول الحياة.


الصفحة التالية
Icon