رُوِيَ عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه أنه قال : قرأتُ الفاتحة، فقلت : الحمد لله رب العالمين. فقال لي الهاتف مِنْ قِبَل الله تعالى : صدقت، فقلت : الرحمن الرحيم، فقال : صدقت. فقلت : مالك يوم الدين، فقال : صدقت. فلما قلتُ : إياك نعبد، قال كذبتَ ؛ لأنك تعبد الكرامات، قال : ثم أدبني، وتبت لله تعالى. ذكره ابن الصباغ مُطولاً. قلت : ولعله قبل ملاقاة الشيخ، ولذلك عاتبه بقوله : يا أبا الحسن عِوَضُ ما تقول :" سَخِّر لي خلقك "، قل : يا رب كن لي، أرأيت إن كان لك أيفوتك شيء ؟ نفعنا الله بجميعهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٠٠
قلت :﴿أعمالاً﴾ : تمييز، و ﴿في الحياة﴾ : متعلق بسعيهم.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿قل﴾ يا محمد :﴿هل نُنبئُكم﴾ يا معشر الكفرة ﴿بالأخسرين أعمالاً﴾ أي : بالذين خسروا من جهة أعمالهم ؛ كصدقةٍ، وعتق، وصلة رحم، وإغاثة ملهوف، حيث عملوها في حال كفرهم فلم تُقبل منهم، وهم :﴿الذين ضلَّ سعيُهُم﴾ أي : بطل بالكلية ﴿في الحياة الدنيا﴾ أي : بطل ما سَعْوا فيه في الحياة
٢٠١
الدنيا وعملوه، ﴿وهم يَحسبون﴾ : يظنون ﴿أنهم يُحسنُون صُنعًا﴾ أي : يأتون بها على الوجه الأكمل، وقد تركوا شرط صحتها وكمالها، وهو الإيمان، واختلف في المراد بهم، فقيل : مشركو العرب، وقيل : أهل الكتابين، ويدخل في الأعمال ما عملوه في الأحكام المنسوخة المتعلقة بالعبادات. وقيل : الرهبان الذين يحبسون أنفسهم في الصوامع ويحْملونَها على الرياضات الشاقة.


الصفحة التالية
Icon