قال شهر بنُ حَوشب : جاء رجل إلى عبادة بن الصامت، فقال : أرأيت رجلاً يُصلي يبتغي وجه الله، ويحب أن يُحمد عليه، ويتصدق يبتغي وجه الله ويُحب أن يُحمد عليه، ويحج كذلك ؟ قال عبادة : ليس له شيء، إن الله تعالى يقول :" أنا خيرُ شريك، فمن كان له شريك فهو له " ورُوي أن جُنْدبَ بْنَ زُهَيْرٍ قَال لِرَسُولِ الله ﷺ : إِنِّي لأعْمَلُ العَمَلَ للهِ تَعَالى، فإذا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سرَّني، فقال له عليه الصلاة والسلام :" لَكَ أَجْرَان : أجْرُ السِّرِّ، وأَجْرُ العَلاَنِيَةِ " وذلك إذا قصد أن يُقْتَدَى به، وكان مُخْلصًا في عمله. وعنه ﷺ أنه قال :" اتقوا الشرك الأصغر، قالوا : وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء ". وقال ﷺ - لما نزلت هذه الآية - :" إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، وإياكم وشرك السرائر، فإنَّ الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء "، فشق ذلك على القوم، فقال النبي ﷺ :" ألا أدلكم على ما يذهب الله عنكم صغير الشرك وكبيره " ؟ قالوا : بلى، قال :" قولوا :" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك من كل ما لا أعلم ". وعنه ﷺ أنه قال :" مَنْ قَرَأ آخرَ سورة الكَهف - يعني :﴿إن الذين آمنوا﴾ إلى آخره - كَانَتْ لَهُ نُورًا من قَرْنِهِ إلى قَدَمِهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا كُلَّها كانَتْ له نُورًا من الأرْضِ إلى السَّمَاءِ " وعنه ﷺ :" مَنْ قَرَأَ عِنْدَ مَضْجِعِهِ :﴿قل إنما أنا بشر مثلكم﴾ الخ، كَانَ لَهُ مِنْ مَضْجَعِهِ نُورًا يَتَلألأ إلى مَكّةَ، حَشْوُ ذلِكَ النُّور مَلائِكَةٌ يُصَلُون حَتَّى يَقُومَ، وإنْ كَانَ بِمَكَةَ كانَ لَهُ نُورًا إلى البيتِ المَعْمُور " قلت : ومما جُرِّب أن من قرأ هذه الآية، ﴿إن الذين آمنوا﴾ الخ، ونوى أن يقوم في أي ساعة شاء، فإن الله تعالى يُوقظه بقدرته.


الصفحة التالية
Icon