الحسن الشاذلي - رضي الله عنهما - :[أنه رأى في منامه أنه اختلف مع بعض الفقهاء في تفسير قوله :(كهيعص. حم. عسق)، فقلت : هي أسرار بين الله تعالى وبين رسوله ﷺ، وكأنه قال :" كاف " ؛ أنت كهف الوجود، الذي يؤم إليه كلُّ موجود، " ها " ؛ هبنا لك الملك، وهيأنا لك الملكوت، " يَعَ " ؛ يا عين العيون، " ص " ؛ صفات الله ﴿مَن يُطع الرسولَ فقد أطاع الله﴾، " حاء " ؛ حببناك، " ميم " ملَّكناك، " عين " علمناك، " سين " ؛ ساررناك، " قاف " ؛ قربناك. فنازعوني في ذلك ولم يقبلوه، فقلت : نسير إلى النبي ﷺ ليفصل بيننا، فسرنا إليه، فلقينا رسول الله ﷺ، فقال لنا :" الذي قال محمد بن سلطان هو الحق " ]. وكأنه يشير إلى أنها صفات أفعال.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٠٧
قلت :﴿ذكر﴾ : خبر عن مضمر، أي : هذا ذكر، والإشارة للمتلو في هذه السورة ؛ لأنه باعتبار كونه على جناح الذكر في حكم الحاضر الشاهد. وقيل : مبتدأ حُذف خبره، أي : فيما يُتلى عليك ذكر رحمت ربك. وقيل : خبر عن ﴿كهيعص﴾، إذا قلنا ؛ هي اسم للسورة، أي : المسمى بهذه الحروف ذكر رحمة ربك، و ﴿عبده﴾ : مفعول لرحمة ربك، على أنها مفعول لما أضيف إليها، أو لذكر، على أنه مصدر أضيف إلى فاعله على الاتساع. ومعنى (ذكر الرحمة) : بلوغها إليه، و ﴿زكريا﴾ : بدل منه، أو عطف بيان، و ﴿إذ نادى﴾ : ظرف لرحمة، وقيل : فذكْر، على أنه مضاف إلى فاعله، وقيل : بدل اشتمال من زكريا، كما في قوله :﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ....﴾ [مريَم : ١٦]، و ﴿مِنّي﴾ : حال من العَظْم، أي : كائنًا مني، و ﴿شيئًا﴾ : تمييز.


الصفحة التالية
Icon