صدقة تصدقنا به على أبويه، أو : وفّقناه للتصدق على الناس. ﴿وكان تقيًّا﴾ ؛ مطيعًا لله، متجنبًا للمعاصي، ﴿وبرًا بوالديه﴾ : لطيفًا بهما محسنًا إليهما، ﴿ولم يكن جبارًا عصيًّا﴾ ؛ متكبرًا عاقًا، فالجبّار : هو المتكبر، لأنه يجبر الناس على أخلاقه. وقيل : من لا يقبل النصيحة، أو عاصيًا الله تعالى. ﴿وسلامٌ عليه﴾ أي : سلامة من الله تعالى عليه، ﴿يوم وُلِدَ﴾ من أن يناله الشيطان بما ينال بني آدم، ﴿ويومَ يموتُ﴾ من عذاب القبر، ﴿ويوم يُبعث حيَّا﴾ من هول القيامة وعذاب النار. رُوِيَ أن يحيى وعيسى - عليهما السلام - التقيا، فقال له يحيى : استغفر لي، فأنت خير مني، فقال له عيسى : أنت خير مني، أنا سلمت على نفسي وأنت سلم الله عليك.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٣
الإشارة : أخذ الكتاب بالقوة - وهو الجد والاجتهاد في قراءته - هو أن يكون متجردًا لتلاوته، منصرف الهمة إليه عن غيره، فلا يصدق على العبد أن يأخذ كتاب ربه بقوة، حتى يكون هكذا عند تلاوته. قال الورتجبي :﴿خُذ الكتابَ بقوة﴾ أي : خذ كتابنا بنا لا بك، والكتاب كلام الحق الأزلي، أي : خذ الكتاب الأزلي بالقوة الأزلية. هـ. ومعناه أن يكون التالي فانيًا عن نفسه، متكلمًا بربه، ويسمعه من ربه، فهذا حال المقربين. والله تعالى أعلم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٣