وقوله تعالى :﴿لا يملكون الشفاعة...﴾ الآية، اعلم أن العهد الذي تكون به الشفاعة يوم القيامة هو الطاعة وتربية اليقين والمعرفة، فتقع الشفاعة لأهل الطاعات على قدر طاعتهم وإخلاصهم، وتقع لأهل اليقين على قدر يقينهم، وهم أعظم من أهل المقام الأول، وتقع لأهل المعرفة على قدر عرفانهم، وهم أعظم من القسمين، حتى إن منهم من يشفع في أهل عصره كلهم، وقد سَمِعْتُ من شيخنا الفقيه، شيخ الجماعة سيدي التاودي بن سودة، أن بعض الأولياء قال عند موته : يا رب شفعني في أهل زماني، فقال له الحق تعالى - من جهة الهاتف - : لم يبلغ قدرك هذا، فقال : يا رب إن كان ذلك من جهة عملي واجتهادي فَلَعَمْرِي إنه لم يبلغ ذلك، وإن كان من جهة كرمك وجودك فوعزتك وجلالك لهو أعظم من هذا، فقال له : إني شفعتك في أهل عصرك. هـ. بالمعنى. فمن رجع إلى كرم الله وجوده، ودخل من هذا الباب، وجد الإجابة أقرب إليه من كل شيء. وبالله التوفيق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٥١
قلت :﴿هَدًّا﴾ : مصدر مؤكد لمحذوف، هو حال من الجبال، أي : تهد هدًا. و ﴿أن دعوا﴾ : على حذف اللام، أي : لأن دعوا، وفيه احتمالات أُخر.


الصفحة التالية
Icon