يدْرِيه مَنْ كَانَ مِثْلي
فالموتُ فِيهِ حياتي
وفي حَياتيَ قَتلي
وصِرْتُ مُوسَى زَمَاني
مذ صار بَعْضِيَ كُلي
٢٦٧
قوله :" صارت جبالي دكًّا " أي : جبال وجوده، فحصل الزوال من هيبة نور المتجلي، وهو الكبير المتعال. وهذا إنما يكون بعد موت النفس وقهرها، فإنها حينئذ تحيا بشهود ربها، حياة لا موت بعدها. وقوله :" مذ صار بعضي كلي "، يعني : إنما حصلت له المناجاة والقرب الحقيقي حين فنيت دائرة حسه، فاتصل جزء معناه بكل المعنى المحيط به، وهو بحر المعاني المُفني للأواني. وبالله التوفيق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٦٣


الصفحة التالية
Icon