ثم قال :﴿واحْلُلْ﴾ أي : امشط وافسح ﴿عقدة من لساني﴾، رُوي أنه كان في لسانه رتة من أثر جمرة أدخلها فاه في صغره. وذلك أنه كان في حجر فرعون ذات يوم، فلطمه ونتف لحيته، فقال فرعون لآسية امرأته : هذا عدو لي، فقالت آسية : على رسلك، إنه صبي لا يفرق بين الجمر والياقوت، ثم جاءت بطستين في أحدهما الجمر، وفي الآخر الياقوت، فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار، حتى رفع جمرة ووضعها على لسانه، فبقيت له رتة في لسانه، واختلف في زوال العقدة بكمالها ؛ فمن قال به تمسك بقوله تعالى :﴿قال قد أوتيت سؤلك يا موسى﴾، ومن لم يقل به احتج بقول :﴿هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً﴾ [القَصَص : ٣٤]، وقوله تعالى :﴿وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ﴾ [الزّخرُف : ٥٢].
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٧٠
وأجاب عن الأول : بأنه لم يسأل حلّ عقدة لسانه بالكلية، بل حلّ عقدة تمنع الإفهام، فخفف بعضها لدعائه، لا جميعها، ولذلك نكّرها ووصفها بقوله :﴿من لساني﴾
٢٧١