﴿ثم جئتَ﴾ إلى المكان الذي آنستَ فيه النار، ورأيتَ فيه الخوارق، وخُصصتَ فيه بالرسالة، ﴿على قَدَرٍ﴾ قدرته لك في الأزل، ووقت عينته لك، لأكلمك وأرسلك فيه إلى فرعون، فما جئتَ إلا على ذلك القدَر، غير متقدم ولا متأخر، وقيل : على مقدار من الزمان، يُوحى فيه إلى الأنبياء، وهو رأس أربعين سنة. ﴿واصْطنعتُكَ لنفسي﴾ أي : اختصصتك بالرسالة والمحبة و المناجاة، وهو تذكير لقوله :﴿وأنا اخترتك﴾، وتمهيد لإرساله عليه السلام إلى فرعون مُؤَيَّدًا بأخيه، حسبما طلب، بعد تذكيره المنن السالفة، زيادة في وثوقه عليه السلام بحصول نظائرهم اللاحقة، والعدول عن نون العظمة الواقعة في قوله تعالى :﴿وفتناك﴾ إلى تاء المتكلم ؛ لمناسبتها للنفس ؛ فإنها أدخل في تحقيق الاصطناع والاستخلاص. والله تعالى أعلم.
٢٧٥


الصفحة التالية
Icon