الإشارة : من سبقت له العناية، لا تضره الجِنَايَة. هؤلاء السحرة جاؤوا يحادون الله ورسوله، فأضحوا أولياء الله. رُوي أن موسى عليه السلام لما قال لهم :﴿ألقوا ما أنتم ملقون﴾، سمع هاتفًا يقول : ألقوا يا أولياء الله، فتحير موسى عليه السلام، وأوجس في نفسه خيفة، وقال : كيف أعارض أولياء الله، فلما ألقى عصاه ظهرت ولايتهم. فكم من لصوص خرج منهم الخصوص. ففي أمثال هؤلاء تقوية لرجاء أهل الجناية، إذا طلبوا من الله سِرَّ العناية، وإدراك مقام الولاية، ولذلك ابتدأ القشيري في رسالته بذكر من تقدم له جنايات من الأولياء، كالفضيل، وابن أدهم، وأضرابهم - رضي الله عن جميعهم -.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٩
قلت :﴿هذه الحياة الدنيا﴾ : نصب على إسقاط الخافض. اتساعًا، لا نصب على الظرفية ؛ لأن الظرف المختص لا ينتصب على الظرفية، على المشهور، و ﴿الذي فطرنا﴾ : عطف على ﴿ما جاءنا﴾، أو قَسَمٌ حُذف جوابه، أي : وحق الذي فطرنا لا نؤثرك... الخ.


الصفحة التالية
Icon