الإشارة : زخارف الدنيا وبهجتها، من تشييد بناء، وتزويق سقف وحيطان، وإنشاء غروس وبساتين، وجمع أموال، وتربية جاه، كلها تماثيل لا حقيقة لها، فانية لا دوام لها. فمن عكف عليها، وأولع بخدمتها وجمعها وتحصيلها، كان عابدًا لها، فينبغي لذي الرشد والعقل الوافر، الذي تحرر منها، أن يُنكر عليهم، ويقول لهم : ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، فإن قالوا : وجدنا أباءنا يفعلون هذا، وعلماءنا مثلنا، فليقل لهم : لقد كنتم وآباؤكم وعلماؤكم في ضلال مبين، عما كان عليه الأنبياء والأولياء والسلف الصالح. فإن قالوا : أجادٌّ أنت أم لا ؟ فليقل : بل ربكم الذي ينبغي أن يُفرد بالمحبة والخدمة، وهو رب السماوات والأرض، لا ما أنتم عليه من محبة الدنيا وبهجتها، وأنا على ذلكم من الشاهدين.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٥٤
قلت :﴿مَن فَعَلَ﴾ : استفهام، وقيل : موصولة، و ﴿إنه﴾ : خبرها، أي : الذي فعل هذا معدود من الظلمة، و ﴿يذْكُرهم﴾ : إما مفعول ثان لسمع ؛ لتعلقه بالذات، على قول، أو صفة لفتى. و ﴿يُقال﴾ : صفة أخرى لفتى. و ﴿إبراهيم﴾ : نائب فاعل يُقال.
٣٥٥


الصفحة التالية
Icon