قلت : هذا المقام لا يليق بالأنبياء، وإنما يجوز على غيرهم ؛ إذ الأولياء يترقون عن هذا المقام فكيف بالأنبياء! وقال بعضهم : قال : مسني الضر من شماتة الأعداء، واقتصر عليه ابنُ جُزي، وفيه شيء ؛ إذ كثير من الأولياء سقط الناس من عينهم، فلا يُبالون بخيرهم ولا شرهم، ولا مدحهم ولا ذمهم، فكيف بالأنبياء - عليهم السلام - ؟ !
وقال القشيري " كان ذلك منه إظهارًا للعجز، لا اعتراضًا، فلا يُنافي الصبر، مع ما فيه من التنفيس عن الضعفاء من الأمة، ليكون أسوة. وقال : إن جبريل أمره بذلك، وقال له : إن الله يغضبُ إن لم يُسأل، وسيان عنده البلاء والعافية، فسَله العافية. ويقال : إن أيوب كان مُكَاشَفًا بالحقيقة، مأخوذًا عنه، وكان لا يُحِسُّ بالبلاء، فَسَتَر عليه، فردَّه إليه، فقال : مَسني الضُّرُّ، وقيل : أَدْخَل على أيوب تلك الحالة، فاستخرج منه تلك المقالة ؛ ليظهر عليه سمة العبودية. هـ.
٣٧٣


الصفحة التالية
Icon