الإشارة : من أحب شيئًا حُشر معه، من أحب أولياء الله حُشر معهم، ومن أحب الصالحين حُشر معهم، ومن أحب الفجار حُشر معهم، ومن أحب الدنيا بُعث معها، ثم بعث إلى النار، وهكذا... المرء مع من أحب.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٨٢
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿إِن الذين سبقت لهم منا الحسنى﴾ أي : الخصلة الحسنى، أو المشيئة الحسنى، وهي السعادة، أو التوفيق للطاعة، أو البُشرى بالثواب، ﴿أولئك عنها﴾ : عن جهنم ﴿مبعدون﴾ ؛ لأنهم في الجنة، وشتان ما بنيهما. قال القشيري : لم يقل متباعدون ؛ ليَعْلَم العابدون أن المدارَ على التقدير وسبق الحكم من الله، لا على تَبَاعد العبد وتَقَرُّبه. هـ. وكأنه يشير لقوله :" هؤلاء إلى الجنَّةِ ولا أُبالي "، أي : بأعمالهم.
﴿لا يسمعون حَسِيسَهَا﴾ أي : صوتها الذي يحس، وحركة تلهبها، وهذه مبالغة في الإبعاد، أي : لا يقربوها حتى لا يسمعوا صوتها أو صوت من فيها. قال الكواشي : لا يسمعون صوت النار وحركة تلهبها إذا نزلوا منازلهم من الجنة. هـ. وقال ابن عطية : وذلك بعد دخولهم الجنة ؛ لأن الحديث يقتضي أن في الموقف تزفر جهنم زفرة لا يبقى نبي ولا ملك إلا خرَّ على ركبتيه. هـ. قال شيخ شيوخنا سيدي عبد الرحمن الفاسي : محمل الحديث، إن صح في حق الأنبياء والأكابر، على شهود الجلال والإجلال لله تعالى، ولذلك يقولون :" نفسي نفسي "، لا من خوف النار. هـ.


الصفحة التالية
Icon