ابن عباس رضي الله عنه : زلزلة الساعة : قيامها. وعن علقمة والشعبي : أنها قبل طلوع الشمس من مغربها، فإضافتها إلى الساعة ؛ لكونها من أشراطها. قال الكواشي : وهذه الزلزلة تكون قبل قيام الساعة من أشراطها. قالوا : ومن أشراط الساعة، قبل قيامها، ست آيات : بينما الناس في أسواقهم، إذ ذهب ضوء الشمس، ثم تناثرت النجوم، ثم وقعت الجبال على وجه الأرض، فتحركت واضطربت الأرض، ففزع الإنسُ والجن، وماج بعض في بعض ؛ خوفًا ودهشًا، فقالت الجنُ للإنس : نحن نأتيكم بالخبر، فذهبوا، فرأوا البحار تَأَجَّجُ نارًا، فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض إلى الأرض السابعة، ثم جاءتهم الريح فماتوا. هـ. وانظر ابن عطية. قاله المحشي. والتحقيق : ما قدمناه عند قوله :﴿وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾ [الأنبيَاء : ٩٧]، وأنَّ الريح إنما تقبض أرواح المؤمنين، وهذه الزلزلة إنما تقع عند نفخة الصعق. والله تعالى أعلم. وفي التعبير بـ ﴿شيء عظيم﴾ إيذان بأن العقول قاصرة عن إدراك كنهها، والعبارة ضيقة، لا تحيط بها إلا على وجه الإبهام.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٩١
قلت :﴿زلزلة﴾ : مصدر مضاف إلى فاعله على المجاز، أو إلى الظرف، وهي الساعة. و ﴿يوم﴾ : منصوب بتذهل.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم﴾، الخطاب عام لجميع المكلفين ممن وُجد عند النزول، وينخرط في سلكهم من سيُوجد إلى يوم القيامة. ولفظ ﴿الناس﴾ يشمل الذكور والإناث. والمأمور به مطلق التقوى، الذي هو امتثال الأوامر واجتناب النواهي ظاهرًا وباطنًا، والتعرض لعنوان الربوبية، مع إضافتها لضمير المخاطبين ؛ لتأكيد الأمر، وتأكيد إيجاب الامتثال به ؛ لأن الربوبية دائمة، والعبودية واجبة بدوامها، أي : احذروا عقوبة مالك أموركم ومربيكم.